أديان التجزئة هذه الآلهة ، الآلهة التي يفرزها الانسان بين حين وحين هي التي يعبر عنها القرآن الكريم بقوله (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ)(١) هذا الإله الذي يفرزه الانسان ، هذا الدين الذي يصنعه الانسان ، وهذا المثل الاعلى الذي هو نتاج بشري ، هذا لا يمكن ان يكون هو الدين القيم ، لا يمكن ان يكون هو المصعّد الحقيقي للمسيرة البشرية ، لان المسيرة البشرية لا يمكن ان تخلق إلهها بيدها.
المجتمعات والامم التي تعيش هذا المثل الاعلى المنخفض المستمد من واقع الحياة ، قلنا بأنها تعيش حالة تكرارية يعني ان حركة التاريخ تصبح حركة تماثلية وتكرارية وهذه الأمة تأخذ بيدها ماضيها الى الحاضر ، وحاضرها الى المستقبل ليس لها مستقبل في الحقيقة وانما مستقبلها هو ماضيها.
ومن هنا اذا تقدمنا خطوة في تحليل ومراقبة ومشاهدة اوضاع هذه الامة التي تتمسك بمثل من هذا القبيل ، اذا تقدمنا خطوة الى الامام نجد ان هذه الامة بالتدريج سوف تفقد ولاءها لهذا المثل ايضا ، لن تظل متمسكة بهذا المثل
__________________
(١) سورة النجم الآية ٢٣.