المرحلة الثانية حينما يتجمد هذا المثل الاعلى حينما يستنفذ طاقته وقدرته على العطاء حينئذ يتحول هذا المثل الى تماثل ولا يبقى مثلا وانما سوف يتحول الى تمثال ، والقادة الذين كانوا يعطون ويوجهون على أساسه يتحولون الى سادة وكبراء لا الى قادة ، وجمهور الامة يتحول الى مطيعين ومنقادين لا الى مشاركين في الابداع والتطوير وهذه المرحلة هي المرحلة التى عبر عنها القرآن الكريم بقوله : (وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا)(١).
ثم تأتي المرحلة الثالثة ؛ مرحلة الامتداد التاريخي لهؤلاء ، هذه السلطة تتحول الى طبقة بعد ذلك تتوارث مقاعدها عائليا او طبقيا وراثيا بشكل من اشكال الوراثة ، وحينئذ تصبح هذه الطبقة هي الطبقة المترفة المنعمة الخالية من الاغراض الكبيرة ، المشغولة بهمومها الصغيرة وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله (وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ)(٢) هؤلاء نتاج آباء ، هؤلاء
__________________
(١) سورة الاحزاب الآية ٦٧
(٢) سورة الزخرف الآية ٢٣