الشرط الثاني من الشروط الاربعة التي تقدمت ، هو الذي يعطي تلك الطاقة الروحية ، ذلك الوقود الرباني الذي يجدد دائما إرادة الانسان وقدرة الانسان ، ويوفر الشعور بالمسئولية والضمانات الموضوعية. اذن اصول الدين في الحقيقة وبالتعبير التحليلي على ضوء ما ذكرناه هي كلها عناصر تساهم في تركيب هذا المثل الاعلى وفي اعطاء تلك العلاقة الاجتماعية ، بصيغتها القرآنية الرباعية التي تحدثنا عنها قبل ايام ، كنا نقول ، ما ذا كنا نقول قبل أيام؟ بأن القرآن الكريم طرح العلاقة الاجتماعية ذات اربعة ابعاد لا ذات ثلاثة ابعاد ، طرحها بصيغة الاستخلاف وشرحنا في ما سبق صيغة الاستخلاف ، وقلنا بأن الاستخلاف يفترض اربعة ابعاد ، يفترض انسانا وانسانا وطبيعة الله سبحانه وتعالى وهو المستخلف. هذه الصيغة الرباعية للعلاقة الاجتماعية هي التعبير الآخر عن صيغة تدمج اصول الدين الخمسة في مركب واحد من اجل ان يسير الانسان ويكدح نحو الله سبحانه وتعالى في طريقه الطويل.
بما ذكرناه توضح دور الانسان في المسيرة التاريخية ، توضح ان الانسان هو مركز الثقل في المسيرة التاريخية وتوضح ان الإنسان هو مركز الثقل لا بجسمه الفيزيائي