فتنازلوا من أجل إسكاته ولا ان قلوبهم خفقت بالتقوى ، لم تعرف التقوى ولن تعرف التقوى لانها انغمست في لذّات المال وفي الشهوات ، لم يتحقق شيء من ذلك ، اذن ما ذا وقع وكيف نفسر هذا الذي وقع؟ هذا الذي وقع في الحقيقة كان نتيجة تناقض آخر عاش مع التناقض الطبقي منذ البداية ، لكن ماركس والثوار الذين ساروا على هذا الطريق ، لم يستطيعوا أن يكتشفوا ذلك التناقض ، ولهذا حصروا انفسهم في التناقض الطبقي ، في التناقض بين المليونير الامريكي والعامل الامريكي ، بين الغني الانجليزي والعامل الإنجليزي ، ولم يدخلوا في الحساب التناقض الآخر الاكبر الذي أفرزه جدل الانسان الاوروبي ، افرزه تناقض الانسان الاوروبي فغطى على هذا التناقض الطبقي ، بل جنّده ، بل أوقفه الى فترة طويلة من الزمن. ما هو ذلك التناقض؟ نحن بنظرتنا المنفتحة يمكننا أن نبصر ذلك التناقض ، أن نضع إصبعنا على ذلك التناقض لاننا لم نحصر انفسنا في اطار التناقض الطبقي ، بل قلنا إن جدل الانسان دائما يفرز أي شكل من أشكال التناقض الاجتماعي ، ذلك التناقض الآخر وجد فيه الرأسمالي المستغل الاوروبي والامريكي ، وجد فيه أن من طبيعة هذا