التجزيئي يكون دور المفسر فيه دورا سلبيا يستمع ويسجل بينما التفسير الموضوعي ليس هذا معناه وليس هذا كنهه وانما وظيفة التفسير الموضوعي دائما في كل مرحلة وفي كل عصر ان يحمل كل تراث البشرية الذي عاشه ، يحمل افكار عصره ، يحمل المقولات التي تعلمها في تجربته البشرية ثم يضعها بين يدي القرآن الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ليحكم على هذه الحصيلة بما يمكن لهذا المفسر ان يفهمه ان يستشفه ان يتبينه من خلال مجموعة آياته الشريفة.
إذن فهنا يلتحم القرآن مع الواقع ، يلتحم القرآن مع الحياة ، لأن التفسير يبدأ من الواقع وينتهي الى القرآن لا انه يبدأ من القرآن وينتهي بالقرآن فتكون عملية منعزلة عن الواقع منفصلة عن تراث التجربة البشرية بل هذه العملية تبدأ من الواقع وتنتهي بالقرآن بوصفه القيم والمصدر الذي يحدد على ضوئه الاتجاهات الربانية بالنسبة الى ذلك الواقع.
ومن هنا تبقى للقرآن حينئذ قدرته على القيمومة دائما قدرته على العطاء المستجد دائما قدرته على الابداع لان المسألة هنا ليست مسألة تفسير لفظ فان طاقات التفسير