التاريخية اعتقدت بأن الآلة هي التي تصنع الاستغلال ، هي التي تصنع النظام المتناسب لها ، ولكننا نحن لا نرى ان دور الآلة هو دور الصانع ، وانما دور الآلة هو دور الامكانية ، دور توفير الفرصة والقابلية ، وأما الصانع الذي يتصرف ايجابا وسلبا ، أمانة وخيانة ، صمودا وانهيارا ، انما هو الانسان وفقا لمحتواه الداخلي ، لمثله الاعلى ، لمدى التحامه مع هذا المثل الاعلى ، هذه هي العلاقة الاولى.
وأما العلاقة القرآنية الثانية التي تمثل وتجسد تأثير علاقات الانسان مع الطبيعة ، فمؤدى هذه العلاقة القرآنية هو أنه كلما جسدت علاقات الانسان مع أخيه الانسان العدالة وكلما استطاعت ان تستوعب قيم هذه العدالة وان تبتعد عن أي لون من ألوان الظلم والاستغلال من الانسان لاخيه الانسان ، كلما وقع ذلك ، ازدهرت علاقات الانسان مع الطبيعة وتفتحت الطبيعة عن كنوزها ، وأعطت المخبوء من ثرواتها ونزلت البركات من السماء ، وتفجرت الارض بالنعمة والرخاء.
هذه العلاقة القرآنية هي العلاقة التي شرحها القرآن الكريم في نصوص عديدة قال سبحانه وتعالى (وَأَنْ لَوِ