آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)(١) هذه الآية. تستنكر على من يطمع في أن يكون حالة استثنائية من سنة التاريخ كما شرحنا في ما مضى. اذن الروح العامة للقرآن تؤكد على هذه الحقيقة الاولى وهي حقيقة الإطراد في السنة التاريخية الذي يعطيها الطابع العلمي من أجل تربية الانسان على ذهنية واعية عليمة يتصرف في اطارها ومن خلالها مع أحداث التاريخ.
الحقيقة الثانية :
الحقيقة الثانية التي أكدت عليها النصوص القرآنية ربانية السنة التاريخية ، ان السنة التاريخية ، ربانية مرتبطة بالله سبحانه وتعالى ، سنة الله ، كلمات الله على اختلاف التعبير ، بمعنى أن كل قانون من قوانين التاريخ ، فهو كلمة من الله سبحانه وتعالى ، وهو قرار رباني ، هذا التأكيد من القرآن الكريم على ربانية السنة التاريخية وعلى طابعها الغيبي ، يستهدف شدّ الانسان حتى حينما يريد أن يستفيد من القوانين الموضوعية للكون بالله سبحانه وتعالى ، واشعار الانسان بان الاستعانة بالنظام الكامل لمختلف
__________________
(١) سورة البقرة : الآية (٢١٤).