نطاق سنن التاريخ ، هذا البعد الثالث هو أن يكون لهذا العمل أرضية تتجاوز ذات العامل ، أن تكون أرضية العمل هي عبارة عن المجتمع ، العمل الذي يخلق موجا ، هذا الموج يتعدى الفاعل نفسه ، ويكون أرضيته الجماعة التي يكون هذا الفرد جزءا منها ، طبعا الأمواج على اختلاف درجاتها هناك موج محدود ، هناك موج كبير. لكن العمل لا يكون عملا تاريخيا الا اذا كان له موج يتعدى حدود العامل الفردي ، قد يأكل الفرد اذا جاع ، قد يشرب اذا عطش ، قد ينام اذا أحس بحاجته الى النوم ، لكن هذه الاعمال على الرغم من انها أعمال هادفة أيضا ، تريد أن تحقق غايات ولكنها أعمال لا يمتد موجها أكثر من العامل خلافا لعمل يقوم به الانسان من خلال نشاط اجتماعي وعلاقات متبادلة مع أفراد جماعته. التاجر حينما يعمل عملا تجاريا. القائد حينما يعمل عملا حربيا. السياسي حينما يمارس عملا سياسيا. المفكر حينما يتبنى وجهة نظر في الكون والحياة. هذه الأعمال لها موج يتعدى شخص العامل ، هذا الموج يتخذ من المجتمع أرضية له ، ويمكننا أيضا أن نستعين بمصطلحات الفلاسفة فنقول : المجتمع يشكل علة مادية لهذا العمل ، نتذكر من مصطلحات