قلناه من ان العمل التاريخي هو ذاك العمل الذي يتمثل في كتاب الامة. العمل الذي له ابعاد ثلاثة. بل ان الذي يستظهر ويلاحظ من عدد آخر من الآيات القرآنية الكريمة انه ليس فقط يوجد كتاب للفرد ويوجد كتاب للامة بل يوجد احضار للفرد ويوجد احضار للامة ، هناك احضاران بين يدي الله سبحانه وتعالى الاحضار الفردي يأتي فيه كل انسان فردا فردا ، لا يملك ناصرا ولا معينا ، لا يملك شيئا يستعين به في ذلك الموقف الا العمل الصالح والقلب السليم والايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ، هذا هو الاحضار الفردي. قال الله تعالى (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً ، لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً)(١) هذا الاحضار هو احضار فردي بين يدي الله تعالى.
وهناك احضار آخر ، احضار للفرد في وسط الجماعة ، احضار للامة بين يدي الله سبحانه وتعالى كما يوجد هناك سجلان ، كذلك يوجد احضاران كما تقدم ، ترى كل امة جاثية كل امة تدعى الى كتابها ، ذاك احضار للجماعة ، والمستأنس به من سياق الآيات الكريمة ان هذا الاحضار
__________________
(١) سورة مريم آية (٩٥).