لكن لا ينبغي ان يوهم ذلك ما توهمه عدد من المفكرين الفلاسفة الاوروبيين من ان المجتمع كائن عملاق له وجود وحدوي عضوي متميز عن سائر الافراد وكل فرد فرد ليس الا بمثابة الخلية في هذا العملاق الكبير ، هكذا تصور هيجل مثلا وجملة من الفلاسفة الاوروبيين ، تصوروا عمل المجتمع بهذا النحو ، ارادوا أن يميزوا بين عمل المجتمع وعمل الفرد فقالوا بأنه يوجد عندنا كائن عضوي واحد عملاق هذا الكائن الواحد هو في الحقيقة يلف في احشائه كل الافراد تندمج في كيانه كل الافراد ، كل فرد يشكل خلية في هذا العملاق الواحد ، وهو يتخذ من كل فرد نافذة على الواقع على العالم بقدر ما يمكن ان يجسد في هذا الفرد من قابلياته هو ، ومن ابداعه هو ، اذن كل قابلية وكل ابداع ، وكل فكرة هو قابلية ذلك العملاق وابداع ذلك العملاق وفكر ذلك العملاق الطاغية وكل فرد انما هو تعبير عن نافذة من النوافذ التي يعبر عنها ذلك العملاق الهيجلي.
هذا التصور اعتقد به جملة من الفلاسفة الاوروبيين تمييزا لعمل المجتمع عن عمل الفرد الا ان هذا التصور ليس صحيحا ، ولسنا بحاجة اليه ، الى الاغراق في الخيال الى هذه الدرجة لكي ننحت هذا العملاق الاسطوري من