أما موضوع الإعجاز العلمى فهو موقف من مواقف التحدى الذى نريد أن نثبت به للناس كافة أن هذا القرآن ـ الذى أنزل قبل ألف وأربعمائة سنة على النبى الأمى صلىاللهعليهوسلم فى أمة كان غالبيتها الساحقة من الأميين ـ يحوى من حقائق هذا الكون ما لم يستطع العلماء إدراكه إلا منذ عشرات قليلة من السنين.
هذا السبق يستلزم توظيف الحقائق ، ولا يجوز أن توظف فيه الفروض والنظريات إلا فى قضية واحدة وهى قضية الخلق والإفناء وإعادة الخلق (خلق الكون ، خلق الحياة ، خلق الإنسان وإفناء كل ذلك وبعثه من جديد) لأن هذه القضايا لا تخضع للإدراك المباشر للإنسان ، ومن هنا فإن العلم التجريبى لا يتجاوز فيها مرحلة التنظير ، ويبقى للمسلم نور من كتاب الله أو من سنة رسوله صلىاللهعليهوسلم يعينه على أن يرتقى بإحدى تلك النظريات إلى مقام الحقيقة ، ونكون بذلك قد انتصرنا للعلم بالقرآن الكريم أو بالحديث النبوى الشريف ، وليس العكس.
الأستاذ أحمد فراج :
قضية الخلق أعتقد أن «العلم التجريبى» لا يزال يدور بشأنها فى فلك فروض أو نظريات علمية ليست يقينية ، فإذا طرحنا القضية على المفهوم الدينى ، أفلا نكون متسرعين أو متجاوزين إذا أدخلناها على الإعجاز العلمى فى آيات القرآن؟ أم أن أمامنا فرصة نتخير بعض هذه النظريات مما هو أقرب إلى إقناع العقل المعاصر؟ ثم نرجحه بتفسير علمى تحتمله آية أو آيات لمجرد ورود إشارة لها فى كتاب الله أو فى سنة رسوله صلىاللهعليهوسلم ، ونكون هنا قد انتصرنا بالقرآن أو بالسنة المشرفة للعلم وليس العكس. وهل الآيات القرآنية التى تتعلق بالخلق وبعملية الإفناء والبعث أو القيامة نفسها يمكن أن نفسرها فى ضوء فروض علمية لا ترقى إلى مرتبة اليقين العلمى؟
الدكتور زغلول النجار :
لقد تفضلتم بسؤال جيد ، إن قضية الخلق قضية لا تقع تحت إدراك العلماء