وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (١) ، فهذا يدلّ على أنّهم اعترضوا على الله تعالى ، وذلك من [أعظم] (٢) الذنوب.
ولأنّ طعنهم على بني آدم بالفساد غيبة ، والغيبة ذنب.
ولأنّهم إمّا أن يكونوا قد علموا ذلك بالوحي ، أو الاستنباط.
والأوّل ينفي [فائدة] (٣) إعادته عليه تعالى.
والثاني يستلزم القدح في الغير بالظنّ ، ولا يجوز.
الثاني : قوله تعالى : (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً) (٤) ، فدلّ هذا على أنّ الملائكة معذّبون ؛ لأنّ أصحاب النار إنّما يكون من يعذّب فيها ، كما قال الله : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٥).
الثالث : أنّ إبليس كان من الملائكة [المقرّبين ثمّ عصى وكفر ، وذلك يدلّ على صدور المعصية من جنس الملائكة] (٦).
هذا خلاصة كلام الحشوية.
والجواب [عنه] (٧) : أمّا المنع فهو باطل ؛ لأنّا استدللنا (٨) على عصمة [الملائكة] (٩) ، والقرآن مشحون به (١٠).
__________________
(١) البقرة : ٣٠.
(٢) في «أ» : (عظم) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) في «أ» : (فائدته) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) المدّثّر : ٣١.
(٥) البقرة : ٣٩.
(٦) من «ب».
(٧) في «أ» و «ب» : (منه) ، وما أثبتناه للسياق.
(٨) في نفس هذا الدليل عند قوله : «وأمّا المقدّمة الثانية وهي : أنّ الملائكة معصومون ؛ فلوجوه ...» في ص ١١٢ وما بعدها.
(٩) في «أ» : (الإمام) ، وما أثبتناه من «ب».
(١٠) كقوله تعالى : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ ...) (التحريم : ٦). وقوله تعالى : (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (الأنبياء : ٢٧) ، وقد تقدّم ذكرها في ص ١١٢ ـ ١١٣.