وقال تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (١).
والتقوى إنّما يتمّ بالعدول عن الشك إلى اليقين ، واتّباع غير المعصوم ليس كذلك ، فلا بدّ وأن يجعل الله تعالى إماما معصوما يرجع إليه في الأحكام والأقوال والأفعال يفيد قوله وفعله اليقين ، فيحصل التقوى باليقين.
وكيف يتصوّر من الله تعالى أن يعطي عباده أسباب الكرامة في الدنيا ، ولا يعطيهم في الآخرة؟! [ثمّ كيف يعطيهم الكرامة في الآخرة] (٢) ولا يعطيهم أعظم الأسباب والطرق إلى التقوى ، وهو الإمام المعصوم ، وهو قادر عليه؟!
السابع والستّون : غير المعصوم إذا علم من يحتاج إلى الإمام [وما وجه الحاجة إلى الإمام] (٣) وفيما يحتاج إلى الإمام فيه ، علم أنّ الإمام يجب أن يكون معصوما.
أمّا أوّلا ، فنقول : المكلّفون ـ غير الإمام والنبيّ ـ على قسمين :
أحدهما : المعصومون ، فإمّا أن يكون ممّن يجب عليه الجهاد ، أو لا.
والأوّل يحتاج إليه في اجتماع الناس والتقدّم في الحروب ، فإنّ الجهاد لا يتمّ إلّا بجامع للناس وقاهر [لهم] (٤) على ذلك ، وهو ـ المتقدم ـ يكون أولى بالأمر والنهي.
وإن لم يجب عليه الجهاد يحتاج إليه في نظام النوع ؛ لأنّه لا يتمّ إلّا بالرئيس ، وقد يحتاج إليه في نقل بعض الأحكام.
وإمامة غيره تستلزم كون الإمام معصوما ؛ لما يأتي ، و [لاستحالة] (٥) تقديم المفضول على الفاضل فيما يحتاج إلى الفضل فيه وما وجه الحاجة فيه المفضولية ؛ لأنّه يضادّ حكمة الحكيم.
__________________
(١) الحجرات : ١٣.
(٢) من «ب».
(٣) من «ب».
(٤) من «ب».
(٥) في «أ» : (استحالة) ، وما أثبتناه من «ب».