وحجّة. وقول الإمام دليل ، وفعله دليل على الصواب ، فيمتنع عليه نقيضه ، ولا نعني بالعصمة إلّا ذلك.
الخامس والعشرون : خلق الله تعالى للإنسان طرقا لمعرفة منافعه [في العالم الحسّي] (١) الذي هو دار غرور ، وتلك الطرق يقينية كالحواس الظاهرة والباطنة ، ولا يجعل [له] (٢) إلى معرفة منافعه ومصالحه في دار الآخرة طريقا [مفيدا] (٣) لليقين؟! وهذا ينافي الحكمة.
والطريق إلى معرفة أحوال الآخرة وأحكام الشرع الأنبياء والأئمّة عليهمالسلام ، فإذا لم يجعلهم معصومين لم يجعل للآخرة طريقا مفيدا لليقين ، وهذا ينافي الحكمة.
السادس والعشرون : لا بدّ وأن يكون المبطل والرافع أقوى من المبطل والمرفوع ؛ لاستحالة كونه أضعف ، واستلزام المساوي الترجيح بلا مرجّح.
و [المنهي] (٤) عنه والممنوع منه هو ما تقتضيه القوى الشهوية والغضبية ، واللذّة والغضب من الأمور الوجدانية والمحسوسة ، والمانع منهما هو قول الإمام ، فإذا لم يكن معصوما لم يفد قوله العلم ولا الظنّ ؛ لأنّ إمكان الخطأ فيه ثابت ، وترجيح أحد طرفي الممكن لا لمرجّح محال ، فيكون المانع والمبطل أضعف دلالة من الممنوع والمبطل ، فلا يليق من الحكيم ذلك.
السابع والعشرون : كلّ ما [وجب] (٥) بسبب وجه حاجة ما ، فإذا وجد فيه اعتبار وجوده وعدم المانع يرتفع وجه الحاجة بالضرورة ؛ إذ لو لم يرفع وجوده وجه الحاجة احتاج في دفعه إلى شيء آخر.
__________________
(١) في «أ» : (للعالم الحسنى) ، وما أثبتناه من «ب».
(٢) من «ب».
(٣) في «أ» : (مقيدا) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» و «ب» : (النهي) ، وما أثبتناه للسياق.
(٥) في «أ» : (وجبت) ، وما أثبتناه من «ب».