[المكلّف] (١) ذلك لم يحصل له الطمأنينة بأنّه يهديه إلى الهدى ودين الحقّ ، ولا يحصل له اليقين بقوله ؛ لأنّ كلّما أمكن النقيض لم يكن الاعتقاد جازما ، فلا يحصل العلم ، وهو نقض الغرض ، وهو على الله تعالى محال.
السادس والستّون : قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) (٢).
وجه الاستدلال أن نقول : الإمام قائم مقام النبيّ في ذلك ، فلو لم يكن معصوما لم [يحصل] (٣) للمكلّفين [الاعتماد] (٤) عليه ؛ لأنّ قوله لا يفيد إلّا الظنّ ، والظنّ لا يغني من الحقّ شيئا ، ولم يحصل الغرض ، [بل جاز أن يحصل منه ضدّ الغرض] (٥) ممّا ذكر الله تعالى ، وهو [الحكم] (٦) بين الناس كما أراه الله ، وهو محال على الحكيم ، فيجب كونه معصوما ، وهو المطلوب.
السابع والستّون : قوله تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (٧).
[وجه الاستدلال : أنّه تعالى أراد من المكلّفين الطريقة التي هي أقوم] (٨) ، وهي الصواب الذي لا يحتمل غيره ، ولا يعلم ذلك إلّا (٩) النبيّ عليهالسلام أو من يقوم مقامه.
وغير المعصوم لا يحصل منه ذلك ، فيجب أن يكون القائم (١٠) مقام النبيّ عليهالسلام معصوما ، وهو الإمام ، وهو المطلوب.
__________________
(١) من «ب».
(٢) النساء : ١٠٥.
(٣) في «أ» : (يكن) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» : (الاعتقاد) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) من «ب».
(٦) في «أ» : (للحكم) ، وما أثبتناه من «ب».
(٧) الإسراء : ٩.
(٨) من «ب».
(٩) في «أ» و «ب» زيادة : (بتوقّف) بعد : (إلّا).
(١٠) في «أ» زيادة : (بأمره) بعد : (القائم) ، وما أثبتناه موافق لما في «ب».