الرابع عشر : قال الله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ...) الآية (١).
وجه الاستدلال : أنّ هذا توعّد وذمّ لكلّ من يصدّ عن سبيل الله وتحذير عن اتّباعه ، وكلّ غير معصوم يمكن أن يكون كذلك ، فاتباعه ضرر مظنون ؛ لأنّه يحصل الخوف من اتّباعه ، ولا ضرر أعظم من الخوف.
وكلّ ما فيه ضرر مظنون لا يجب اتّباعه ، فلا يجب اتّباع الإمام ، فينتفي فائدة إمامته.
الخامس عشر : قوله تعالى : (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) (٢).
كلّ غير معصوم لا يؤمن [من] (٣) اتّباعه ذلك ، وكلّ إمام يؤمن من اتّباعه ذلك ، وإلّا لكان نصبه مفسدة ، فلا شيء من غير المعصوم بإمام دائما.
السادس عشر : غير المعصوم يمكن أن يقرّب المكلّف الذي يتّبعه إلى ذلك الضرر ، ولا شيء من الإمام يمكن أن يقرّب المكلّف الذي يتّبعه إلى ذلك الضرر ، فلا شيء من غير المعصوم بإمام بالضرورة.
السابع عشر : قوله تعالى : (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٤) ، تحذير من عمل القبيح ، فلا بدّ للمكلّف من نصب إمام يمنعه من ارتكاب الخطايا و [الخطأ] (٥) في الاعتقاد ، وذلك هو المعصوم.
وكيف يمكن أن يفرض الله تعالى [طاعة] (٦) من يمكن أن يأمرنا بالفعل القبيح ثمّ يحذّرنا من فعله؟
__________________
(١) آل عمران : ٩٩.
(٢) الأعراف : ٤٥. هود : ١٩. إبراهيم : ٣.
(٣) من «ب».
(٤) البقرة : ٧٤ ، ٨٥ ، ١٤٠ ، ١٤٩. آل عمران : ٩٩.
(٥) في «أ» : (الخطايا) ، وما أثبتناه من «ب».
(٦) في «أ» و «ب» : (طاعته) ، وما أثبتناه للسياق.