الثالث والعشرون : إنّما يجب اتّباع الإمام إذا علم أنّه يدعو إلى ذلك ، ولا شيء من غير المعصوم يعلم [منه] (١) أنّه يدعو إلى ذلك ، فلا يصلح أن يكون الإمام غير معصوم.
الرابع والعشرون : قال الله تعالى : (فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) (٢).
إنّما نصّب الإمام ليرشد الناس إلى رضاء الله تعالى عنهم وإلى الأعمال التي تقتضي ذلك ، وإنّما يتمّ ذلك باتّباعه وكونه على تلك الصفة ؛ لأنّ اتّباعه في قوله وفعله وتركه وتقريره كالنبيّ عليهالسلام.
إذا تقرّر ذلك فنقول : كلّ غير معصوم لا يرضى الله عنه [بالإمكان ، وكلّ إمام يرضى الله عنه] (٣) بالضرورة.
ينتج : لا شيء من غير المعصوم بإمام بالضرورة.
الخامس والعشرون : قال الله تعالى : (وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٤).
الإمام يدعو إلى ذلك لنقل المكلّف الذي يطيعه ويتّبع أمره ونهيه وفعله وتركه إلى هذه المرتبة ، فالإمام يدعو إلى هذه المرتبة بالضرورة ، ولا شيء من غير المعصوم يدعو إلى هذه المرتبة بالإمكان ، فلا شيء من الإمام بغير معصوم بالضرورة.
أمّا الصغرى ؛ فلأنّ هذه فائدة نصب الإمام ، فإنّ الله تعالى رغّب العباد إلى هذه المرتبة وذكر ذلك ترغيبا للعباد إليه ، والإمام مكمّل للأمّة بحسب قبول استعدادهم للكمال ، فلو لم يدعو إلى هذه المرتبة انتفت الفائدة من نصبه.
__________________
(١) من «ب».
(٢) التوبة : ٩٦.
(٣) من «ب».
(٤) التوبة : ٩٩.