وأمّا الكبرى فظاهرة.
السادس والعشرون : قال الله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (١).
هذه صفة كمال ، والله تعالى ذكرها للترغيب إليها ، والإمام يحمل العباد [عليها] (٢) ويبيّنها لهم.
وكلّ إمام يدعو إلى هذه المرتبة بالضرورة ، ولا شيء من غير المعصوم [يدعو إلى] (٣) هذه [بالإمكان] (٤) ، فلا شيء من الإمام بغير معصوم بالضرورة ، وهو المطلوب.
السابع والعشرون : قال الله تعالى : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ) (٥).
الإمام يحذّر الناس عن هذه الطريقة ويمنعهم [عنها] (٦) ، ويعرّفهم ما فيها من المحذور ، ويؤدّبهم إن ارتكبوا بعضها ، وإلّا لانتفت فائدة نصبه.
فنقول : الإمام يمنع ذلك لمن يطيعه ويردعهم [عنها] (٧) بالضرورة ، ولا شيء من غير المعصوم يفعل ذلك بالإمكان ، فلا شيء من الإمام غير معصوم بالضرورة.
__________________
(١) التوبة : ١٠٠.
(٢) في «أ» : (إليها) ، وما أثبتناه من «ب».
(٣) في «أ» : (في) ، وما أثبتناه من «ب».
(٤) في «أ» : (الإمكان) ، وما أثبتناه من «ب».
(٥) التوبة : ١٠١.
(٦) في «أ» : (عينا) ، وما أثبتناه من «ب».
(٧) في «أ» : (ذلك) ، وما أثبتناه من «ب».