وهذا الموضوع أيضا يتصوره الكثيرون العائق الأكبر أمام تقارب المسلمين باعتبار أنه يعني إيجاد منبع آخر للشريعة في مقابل السنة النبوية وحينئذ فمن الطبيعي أن يؤدي اختلاف المنابع إلى اختلاف النتائج.
إلاّ أن السيد الحكيم بمقتضى طول باعه يثبت العكس ويؤكد أن الإيمان بسنة أهل البيت عليهمالسلام يعني تحكيم السنة النبوية وتجليتها في المسير ، مما يقلب الاستنتاج الآنف رأسا على عقب.
فقبل كل شيء يشير إلى الحوار الّذي تم بين المرحوم السيد شرف الدين والمرحوم الشيخ البشري حيث تم دفع الدور المتصور والقائل بان كلام الأئمة لا يشكل حجة على غيرهم إلاّ إذا ثبتت حجيته وانه من السنة وكونه من السنة أول الكلام وقد دفع هذه الشبهة بان ثبوت كونهم من الرّواة الموثوقين يرفع شبهة الدور.
ثم راح يستدل على عصمتهم وحجية أقوالهم من الكتاب كما جاء في آية التطهير ومن السنة كما جاء في حديث الثقلين ويدفع كل الشبهات المطروحة في البين بأقوى الحجج والبراهين بما لا مزيد عليه أحيانا.
وينتهي إلى أن حجية سنة أهل البيت عليهمالسلام انما هو في الواقع تحكيم للسنة النبوية وتطبيق لأوامرها خصوصا وان السنة النبوية نفسها لم تجمع على عصره صلىاللهعليهوآلهوسلم وفيها الناسخ والمنسوخ ، والعام والخاصّ ، والمطلق والمعتبر ، ثم ان المشكلة تتعقد بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم عند تكثر الفتوح وانتشار الوضع.
يقول (حفظه الله) (وما دمنا نعلم ان السنة لم تدون على عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم منزه عن التفريط برسالته فلا بدّ ان نفترض جعل مرجع تحدد لديه السنة بكل خصائصها ، وبهذا تتضح أهمية حديث الثقلين وقيمة إرجاع الأمة إلى أهل البيت عليهمالسلام فيه لأخذ الأحكام عنهم كما تتضح أسرار تأكيده على