٦.
سورة الأنعام
روى جابر عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : من قرأ ثلاث آيات من أوّل سورة الأنعام إلى قوله : (ما تَكْسِبُونَ) وكّل الله به أربعين ألف ملك يكتبون له مثل عبادتهم إلى يوم القيامة ، وينزل ملك من السماء السابعة ومعه مرزبة من حديد ، فإذا أراد الشيطان أن يوسوس له أو يوحي في قلبه شيئا ، ضربه بها ضربة ـ الحديث. (١)
عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : نزلت الأنعام جملة واحدة شيّعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتهليل والتكبير. فمن قرأها ، سبّحوا له إلى يوم القيامة. (٢)
[١] (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ). أخبر بأنّه تعالى حقيق بالحمد. ونبّه على أنّه المستحقّ له على هذه النعم الجسام حمد أو لم يحمد ، ليكون حجّة للّذين هم بربّهم يعدلون. وجمع السموات دون الأرض ـ وهي مثلهنّ ـ لأنّ طبقاتها مختلفة [بالذات] متفاوتة الآثار والحركات. وقدّمها لشرفها وعلوّ مكانها وتقدّم وجودها. (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ). الجعل فيه معنى التضمين. ولذلك عبّر عن إحداث النور والظلمة بالجعل ، تنبيها على أنّهما لا يقومان بأنفسهما كما زعمت الثنويّة. وجمع الظلمات لأنّ المراد بالظلمة الضلال وبالنور الهدى والهدى واحد والضلال متعدّد.
__________________
(١) مجمع البيان ٤ / ٤٢١.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ١٩٣.