(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ). أي الأصنام. (يَدْعُونَ). عاصم بالياء. والباقون بالتاء. (١)
[٢١] (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٢١))
وأمّا قوله : (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ) ؛ يعني : كفّار غير مؤمنين. وأمّا قوله : (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) فإنّه يعني أنّهم لا يؤمنون أنّهم يشركون. (٢)
(أَمْواتٌ) ؛ أي : الأصنام هي أموات (غَيْرُ أَحْياءٍ) ؛ أي : لم يسبق لها حياة وما تشعر هذه الأصنام متى تبعث. وقيل في الآية : هم أموات ، يعني [أنّ] الكفّار في حكم الأموات لذهابهم عن الحقّ ولا يدرون متى يبعثون. وقيل : إنّ المعنى : ولا تدري الأصنام متى يبعث الخلق. (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ). أيّان في موضع نصب بيبعثون. (٣)
[٢٢] (إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٢٢))
(إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) لا يقدر على ما يستحقّ به العبادة من خلق أصول النعم سواه. فاثبتوا على عبادته. (قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) ؛ أي : جاحدة للحقّ تستبعد ما يرد عليها من المواعظ. (مُسْتَكْبِرُونَ). أي عن الانقياد للحقّ. (٤)
(لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) ؛ يعني : لا يؤمنون بالرجعة لأنّها حقّ. (قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) ؛ يعني : كافرة. (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) عن ولاية عليّ عليهالسلام. قال الله لمن فعل ذلك وعيدا منه : (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ). (٥)
[٢٣] (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (٢٣))
(لا جَرَمَ) ؛ أي : حقّا. وهو بمنزلة اليمين. وقال الخليل : هو كلمة تحقيق. وقال الزجّاج :
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥٤٦.
(٢) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٥٦ ، ح ١٤ ، عن أبي جعفر عليهالسلام.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٥٤٧.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٥٤٧.
(٥) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٥٧ ، عن أبي جعفر عليهالسلام.