الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ) في الدنيا في قولهم إنّ الله لا يبعث أحدا بعد موته. ويجوز أن يتعلّق اللّام بقوله : (وَلَقَدْ بَعَثْنا). أي : بعثنا إلى كلّ أمّة رسولا ليبيّن لهم ذلك الرسول ما يختلفون فيه ويهديهم إلى طريق الجنّة. (١)
[٤٠] (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٠))
(إِنَّما قَوْلُنا). مبتدأ و (أَنْ نَقُولَ) خبره. (كُنْ فَيَكُونُ). كلاهما من كان التامّة. وهذا مثل لأنّ مرادا لا يمتنع على الله وأنّ وجوده عند إرادته من غير أن يكون ثمّة قول. أو المعنى : انّ إيجاد كلّ مقدور على الله بهذه السهولة. فكيف يمتنع عليه البعث الذي هو من المقدورات؟ (٢)
(إِذا أَرَدْنا). عن أبي الحسن عليهالسلام ، الإرادة من الله إحداثه الفعل لا غير ذلك. لأنّه جلّ اسمه لا يهمّ ولا يتفكّر. (٣)
[٤١] (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١))
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا). هم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه ، ظلمهم أهل مكّة ففرّوا بدينهم إلى الله. منهم من هاجر إلى الحبشة ثمّ إلى المدينة فجمع بين الهجرتين. ومنهم من هاجر إلى المدينة. وقيل : هم الذين كانوا محبوسين معذّبين بعد هجرة رسول الله وكلّما خرجوا تبعوهم فردّوهم ؛ منهم بلال وعمّار. (فِي اللهِ) ؛ أي : في حقّه ولوجهه. (حَسَنَةً). صفة للمصدر. أي :
لنبوّئنّهم تبوئة حسنة. وقيل : لننزلنّهم في الدنيا منزلة حسنة ؛ وهي الغلبة على أهل مكّة الذين ظلموهم وعلى العرب قاطبة وعلى أهل المشرق والمغرب. (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ). أي الكفّار. أي : لو علموا أنّ الله يجمع هؤلاء المستضعفين الدنيا والآخرة ، لرغبوا في دينهم. أو
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥٥٦.
(٢) الكشّاف ٢ / ٦٠٦.
(٣) أمالي الطوسيّ / ٢١١.