المهاجرين. أي : لو كانوا يعلمون ذلك ، لازدادوا في اجتهادهم وصبرهم. (١)
(لَنُبَوِّئَنَّهُمْ). عن عليّ عليهالسلام : لنثوينهم بالثاء. (حَسَنَةً) ؛ أي : بلدة حسنة وهي المدينة.
(أَكْبَرُ) ممّا أعطيناهم في الدنيا. (٢)
[٤٢] (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٤٢))
(الَّذِينَ صَبَرُوا) ؛ أي : هم الذين. أو : أعني الذين. وكلاهما مدح. [أي :] صبروا على العذاب أو مفارقة الوطن الذي هو حرم الله ، وعلى بذل الأرواح في سبيل الله. (٣)
[٤٣] (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٤٣))
(مِنْ قَبْلِكَ). أي إلى الأمم الماضية. (إِلَّا رِجالاً) من البشر أوحينا إليهم كما أوحينا إليك. وذلك أنّ مشركي مكّة كانوا ينكرون أن يرسل إليهم بشر مثلهم فبيّن سبحانه أنّه يصلح أن يكون الرسل إلى الناس إلّا من يشاهدونه ويخاطبونه وأنّه لا وجه لاقتراحهم إرسال الملك. (أَهْلَ الذِّكْرِ) ؛ أي : أهل العلم بأخبار من مضى من الأمم سواء كانوا مؤمنين أو كافرين. وقيل : المراد بأهل الذكر أهل الكتاب. (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ). يعني مشركي مكّة. لأنّهم كانوا يصدّقون اليهود والنصارى في أخبارهم. أو المراد بالذكر القرآن. كما قال أبو جعفر عليهالسلام : نحن أهل الذكر. (٤)
(نُوحِي). حفص بالنون. والباقون بالياء. (٥)
(أَهْلَ الذِّكْرِ). عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قلت : إنّ من عندنا يزعمون أنّ قول الله : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) أنّهم اليهود والنصارى. قال عليهالسلام : إذا يدعونكم إلى دينهم. ثمّ
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٦٠٧.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٥٥٦ ـ ٥٥٧.
(٣) الكشّاف ٢ / ٦٠٧.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٥٥٧.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٥٥٦.