[٤٦] (أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ (٤٦))
(فِي تَقَلُّبِهِمْ) ؛ أي : تصرّفهم في أسفارهم للتجارة. أو : في فرشهم يمينا وشمالا. (فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) ؛ أي : لا يفوته ما يريد الله بهم من العذاب. (١)
[٤٧] (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٤٧))
التخوّف : التنقّص بلغة هذيل. وهذه اللّفظة ممّا اشتبه معناها على عمر حتّى سأل عنها فأرشده رجل من هذيل إليها ؛ كما قاله في الكشّاف. (٢) ومعنى التنقّص هنا أن يؤخذ الأوّل فالأوّل حتّى لا يبقى منهم أحد. وتلك حالة يخاف معها الفناء والهلاك.
(عَلى تَخَوُّفٍ). قال أكثر المفسّرين : أي : على تنقّص ؛ إمّا بقتل أو بموت. أي ينقص من أطرافهم ونواحيهم فيأخذ منهم الأوّل فالأوّل حتّى يأتي على جميعهم. وقيل : معناه : في حال تخوّفهم من العذاب. أي يعذّب أهل قرية ويخوّف به أهل قرية أخرى فيتخوّفون أن ينزل بهم من العذاب ما نزل بالأولى. وقيل : معناه : على تنقّص من الأموال والأنفس بالبلايا والأسقام إن لم يعذّبهم بعذاب الاستئصال ليزجر غيرهم. (لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) حيث أمهلكم لتتوبوا. (٣)
(عَلى تَخَوُّفٍ). قسيم لقوله : (مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ). (ع)
[٤٨] (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ (٤٨))
(أَوَلَمْ يَرَوْا) ؛ أي : ألم ينظر هؤلاء الكفّار إلى ما خلق الله من شيء له ظلّ من شجر وجبل وبناء وجسم قائم. يتفيؤأ ظلاله أي : يتمثّل ظلاله عن جانب اليمين وجانب الشمال. وأضاف الظلال إلى مفرد ومعناه الإضافة إلى ذوي الظلال ، لأنّ الذي يعود إليه الضمير واحد
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥٦٠.
(٢) الكشّاف ٢ / ٦٠٨ ـ ٦٠٩.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٥٦٠ ـ ٥٦١.