اغتمامهم بذلك. (١)
[٥٠] (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٥٠))
(آثارِ). ابن عامر وأهل الكوفة غير أبي بكر : (إِلى آثارِ) على الجمع. والباقون : «أثر» بغير ألف على الواحد. (لَمُحْيِ الْمَوْتى) أي : إنّ الله يفعل ما ترون وهو الله تعالى ليحيي الموتى في الآخرة بعد كونهم رفاتا. (٢)
[٥١] (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١))
(وَلَئِنْ). هي اللّام الموطّئة للقسم ، دخلت على حرف الشرط. (لَظَلُّوا). جواب القسم سدّ مسدّ الجوابين ومعناه : ليظلّنّ. ذمّهم الله بأنّه إذا حبس عنهم القطر قنطوا من رحمته وضربوا أذقانهم على صدورهم مبلسين ، فإذا أصابهم برحمته ورزقهم المطر استبشروا وابتهجوا ، فإذا أرسل [ريحا] فضرب زروعهم بالصفار ضجّوا وكفروا بنعمة الله. فهم في جميع هذه الأحوال على الصفة المذمومة : كان عليهم أن يتوكّلوا على الله وفضله فقنطوا ، وأن يشكروا نعمته ويحمدوه عليها فلم يزيدوا على الفرح والاستبشار ، وأن يصبروا على بلائه فكفروا. والريح التي اصفرّ لها النبات ، يجوز أن يكون حرورا وحرجفا ـ أي : باردة ـ فكلتاهما ممّا يصوح لها النبات ويصبح هشيما. وقال : (مُصْفَرًّا) لأنّ تلك صفرة حادثة. وقيل : فرأوا السحاب مصفّرا لأنّه إذا كان كذلك لم يمطر. (٣)
[٥٢] (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٥٢))
(مُدْبِرِينَ). قيّد الحكم [به ليكون أشدّ استحالة]. (٤)
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ٤٨٥.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٨٢ و ٤٨٤.
(٣) الكشّاف ٣ / ٤٨٥ ـ ٤٨٦.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٢٤.