[٥٣] (وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٥٣))
(عَنْ ضَلالَتِهِمْ). سمّاهم عميا لفقدهم المقصود الحقيقيّ من الإبصار أو عمى قلوبهم. (يُؤْمِنُ بِآياتِنا). فإنّ إيمانهم يدعوهم إلى تلقّي اللّفظ وتدبّر المعنى. ويجوز أن يراد بالمؤمن المشارف للإيمان. (١)
(مُسْلِمُونَ) ؛ أي : منقادون لأمر الله. (٢)
[٥٤] (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤))
(مِنْ ضَعْفٍ) ؛ يعنى : من نطفة منتنة ضعيفة. (٣)
ثمّ عاد سبحانه إلى ذكر الأدلّة فقال : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) ؛ أي : من نطف. وقيل : أطفالا لا تقدرون على البطش والمشي والتصرّفات. (ضَعْفٍ). عاصم وحمزة : (مِنْ ضَعْفٍ) بالضمّ. والباقون بفتح الضاد. (قُوَّةً) ؛ أي : شبابا. (وَشَيْبَةً). يعني حال الشيخوخيّة. (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) من ضعف وقوّة. (الْقَدِيرُ) على فعله بحسب ما يعلمه. (الْعَلِيمُ) بما فيه مصالح خلقه. (٤)
(وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ). فإنّ الترديد في الأحوال المختلفة مع إمكان غيره ، دليل العلم والقدرة. (٥)
[٥٥] (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (٥٥))
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٢٤.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٨٥.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ١٦. وفيه : نطفة منتنه.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٤٨٥ ـ ٤٨٦.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٢٤.