الهداية [والرحمة]. والرفع على إضمار المبتدأ. (١)
[٤ ـ ٥] (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥))
[٦] (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦))
(لَهْوَ الْحَدِيثِ). اللهو : كلّ باطل ألهى عن الخير وعمّا يعني. ولهو الحديث نحو السمر بالأساطير والأحاديث التي لا أصل لها والتحدّث بالخرافات والمضاحيك. وقيل : كان النضر بن الحارث يشتري المغنّيات فلا يظفر بأحد يريد الإسلام إلّا انطلق به إلى قينته فيقول : أطعميه واسقيه وغنّيه ، ويقول : هذا خير ممّا يدعوك به محمّد صلىاللهعليهوآله من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه. وأمّا [معنى] إضافة اللهو إلى الحديث ، فهو التبيين وهي الإضافة بمعنى من. أي : اللهو من الحديث. لأنّ اللهو يكون من الحديث وغيره فبيّن بالحديث. والمراد بالحديث [الحديث] المنكر. (٢)
(لَهْوَ الْحَدِيثِ) ؛ أي : أباطيله. وأكثر المفسّرين على أنّ المراد به الغناء. وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن الرضا عليهمالسلام. وعن أبي عبد الله : هو الطعن في الحقّ والاستهزاء به وما كان أبو جهل وأصحابه يجيئون به إذ قال : يا معشر قريش ، ألا أطعمكم من الزقّوم الذي يخوّفكم به صاحبكم؟ ثمّ أرسل إلى زبد وتمر وقال : هذا هو الزقّوم الذي يخوّفكم به. وقال : ومنه الغناء. فيدخل فيه كلّ شيء يلهي عن سبيل الله وعن طاعته من الأباطيل والمزامير والملاهي والمعازف ، والترّهات والبسابس على ما قاله عطا. (٣)
والمراد من المشتري هنا إمّا حقيقة ـ كما ورد في شأن النضر بن الحارث كان يتجر
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٤٨٩.
(٢) الكشّاف ٣ / ٤٩٠ ـ ٤٩١.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٩٠ ـ ٤٩١.