فأنزل الله : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ). (١)
(غُلِبَتِ الرُّومُ). قال المفسّرون : غلبت فارس الروم وظهروا عليهم على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله. وفرح بذلك كفّار قريش من حيث إنّ أهل فارس لم يكونوا أهل كتاب. وساء ذلك المسلمين. وكان بيت المقدس لأهل الروم كالكعبة للمسلمين ، فدفعتهم فارس عنه. (٢)
(غُلِبَتِ الرُّومُ). كان المشركون يجادلون المسلمين ـ وهم بمكّة ـ يقولون : إنّ الروم أهل كتاب وقد غلبهم الفرس. وأنتم تزعمون أنّكم ستغلبون بالكتاب الذي أنزل على نبيّكم ، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم. فأنزل الله تعالى الآية. ثمّ أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبيّة ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب. وعن ابن عبّاس : لقي نبيّ الله مشركي العرب والتقت الروم وفارس ، فنصر الله النبيّ والمسلمين على مشركي العرب ونصر أهل الكتاب على مشركي العجم ، ففرح المسلمون بنصر الله إيّاهم ونصر أهل الكتاب على العجم. وقيل : إنّهم ظهروا يوم بدر. (٣)
(غُلِبَتِ الرُّومُ). قيل : احتربت الروم وفارس بين أذرعات وبصرى فغلبت فارس الروم. فبلغ الخبر مكّة فشقّ ذلك على المسلمين وفرح المشركون. (٤)
[٣] (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣))
(فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) ؛ أي : في أدنى الأرض من أرض الشام إلى أرض فارس يريد الجزيرة وهي أقرب أرض الروم إلى أرض فارس. (وَهُمْ). يعني الروم ، من بعد غلبة فارس عليهم ، سيغلبون فارس. (٥)
(فِي أَدْنَى الْأَرْضِ). وهي الشامات وما حولها. (٦)
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ / ١٥٢.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٦٠.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٦١.
(٤) الكشّاف ٣ / ٤٦٦.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٤٦٠.
(٦) تفسير القمّيّ ٢ / ١٥٢.