قرئ في الشواذّ : (سَيَغْلِبُونَ) بالضمّ. وعليه بناء ما في كتاب الاستغاثه لابن ميثم. قال : فقد روينا من طريق علماء أهل البيت عليهمالسلام في أسرارهم وعلومهم التي خرجت منهم إلى علماء شيعتهم : انّ قوما ينسبون إلى قريش وليسوا من قريش بحقيقة النسبة. وهذا ممّا لا يعرفه إلّا معدن النبوّة وورثة علم الرسالة. وذلك مثل بني أميّة. ذكروا أنّهم ليسوا من قريش وأنّ أصلهم من الروم. وفيهم تأويل هذه الآية : (الم* غُلِبَتِ الرُّومُ). معناه أنّهم غلبوا على الملك وسيغلبهم على ذلك بنو العبّاس. (١)
[٤] (فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤))
(فِي بِضْعِ سِنِينَ). من الثلاثة إلى العشرة. (مِنْ قَبْلُ) ؛ أي : من قبل أن غلبت الروم. (وَمِنْ بَعْدُ) أن غلبت الروم. فإن شاء جعل الغلبة لأحد الفريقين على الآخر وبالعكس ، وإن شاء أهلكهما جميعا. (يَوْمَئِذٍ) ؛ أي : يوم يغلب الروم فارسا. (يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) بدفع الروم فارسا عن بيت المقدس ، فإنّهم كفّار ، ولاغتمام المشركين بذلك ، ولتصديق خبر الله ورسوله ، ولأنّه مقدّمة لنصرهم على المشركين. (٢)
(فِي بِضْعِ سِنِينَ). قال أبو عبيدة : فقلت لأبي جعفر عليهالسلام : أليس الله يقول : (فِي بِضْعِ سِنِينَ) وقد مضى للمسلمين سنين كثيرة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وفي إمارة أبي بكر وإنّما غلبت المؤمنون في إمارة عمر! فقال : ألم أقل لك إنّ لهذا تأويلا وتفسيرا والقرآن ناسخ ومنسوخ؟ أما تسمع قوله : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) يعني إليه المشيّة في القوم (٣) أن يؤخّر ما قدّم ويقدّم ما أخّر إلى يوم تحتّم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين. وذلك قوله : (وَيَوْمَئِذٍ) ـ الآية. (٤)
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قيام القائم عليهالسلام. (٥)
__________________
(١) تفسير الصافيّ ٢ / ٢٩٥.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٦٠.
(٣) المصدر : القول.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ١٥٣.
(٥) تأويل الآيات ١ / ٤٣٤.