[٥] (بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥))
(بِنَصْرِ اللهِ) ؛ أي : تغليب من له كتاب على من لا كتاب له. (١)
(الْعَزِيزُ) في الانتقام من أعدائه. (الرَّحِيمُ) بمن أناب إليه من خلقه. (٢)
[٦] (وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٦))
(وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ). أي بظهور الروم على فارس. (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) ؛ أي : كفّار مكّة (لا يَعْلَمُونَ) صحّة ما أخبرناهم. (٣)
[٧] (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (٧))
أي : يعلمون منافع الدنيا ومضارّها ومتى يزرعون ومتى يحصدون وكيف يبنون وهم جهّال بالآخرة ، فعمروا دنياهم وخرّبوا آخرتهم. وقد بلغ علم أحدهم بدنياه أن يقلّب الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه وما يحسن أن يصلّي. (٤)
(ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا). ظاهر الدنيا ما يعرفه الجهّال من التمتّع بزخارفها. وأمّا حقيقة باطنها ، فهو أنّها مجاز إلى الآخرة يتزوّد منها إليها بالطاعات. وفي تنكير الظاهر إشارة إلى أنّهم لا يعلمون إلّا ظاهرا واحدا من جملة ظواهرها. (٥)
[٨] (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (٨))
(فِي أَنْفُسِهِمْ). يحتمل أن يكون ظرفا. أي : ألم يحدثوا التفكّر في أنفسهم؟ أي : في قلوبهم الفارغة من الفكر. ويجوز أن يكون صلة للتفكّر. كقولك : تفكّر في الأمر. و (ما خَلَقَ) متعلّق بالقول المحذوف. معناه : ألم يتفكّروا فيقولوا هذا القول؟ وقيل : معناه فيعلموا. لأنّ في
__________________
(١) الكشّاف ٣ / ٤٦٧.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٦٠.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٦٠.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٤٦١.
(٥) الكشّاف ٣ / ٤٦٨.