(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) ؛ أي : اجعل مشيك قصدا مستويا على وجه السكون والوقار. أي : تواضع في مشيك وتوسّط فيه بين الدبيب والإسراع. وعنه صلىاللهعليهوآله : سرعة المشي يذهب بهاء المؤمن. (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) ؛ أي : انقص من صوتك إذا دعوت وناجيت ربّك. وقيل : لا تجهر كلّ الجهر واخفض صوتك ولا ترفعه متطاولا به. (١)
(لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) أوّله زفير وآخره شهيق. وعن زيد بن عليّ أنّه أراد صوت الحمير من الناس وهم الجهّال ، شبّههم بالحمير كما شبّههم بالأنعام في قوله : (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ). (٢) وعن أبي عبد الله عليهالسلام : هي العطسة المرتفعة القبيحة ، والرجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا إلّا أن يكون داعيا أو يقرأ القرآن. (٣)
عنه صلىاللهعليهوآله : الحمير هنا إنّما هو زريق وصاحبه افراء وردا أسفل جهنّم يكون لهما شهيق ونهيق من حرّها كما يكون للحمير. (٤)
قال بعض العلماء : من نكر صوت هذا الحيوان أنّه لو مات تحت الحمل لا يصيح وفي أوقات عدم الحاجة يصيح وينهق ، وأمّا سائر الحيوانات فلا تصيح إلّا لحاجة. (٥)
[٢٠ ـ ٢١] (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٢٠) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٢١))
(ما فِي السَّماواتِ) من الشمس والقمر والنجوم. (نِعَمَهُ). نافع وأبو عمرو وحفص بالجمع والإضافة. والباقون : (نِعَمَهُ) على الواحد. (٦)
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٠٠ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٢٢٩.
(٢) الأعراف (٧) / ١٧٩.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٥٠٠.
(٤) انظر : بحار الأنوار ٣٠ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧.
(٥) تفسير النيسابوريّ ٢١ / ٥٧.
(٦) مجمع البيان ٨ / ٥٠١ و ٤٩٨ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٢٢٩.