الثبات والدوام عليها. وقيل : العزم النفاذ في الأمر. (١)
(مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) ؛ أي : ممّا عزمه الله من الأمور ؛ أي : قطعه قطع إيجاب وإلزام. ومنه الحديث : لا صيام لمن لم يعزم الصيام من اللّيل ؛ أي : لم يقطعه [بالنيّة]. ومنه عزمات الملوك.
وذلك أن يقول الملك لبعض من تحت يده : عزمت عليك إلّا فعلت كذا. إذا قال ذلك ، لم يكن للمعزوم عليه بدّ من فعله. وحقيقته أنّه من تسمية المفعول بالمصدر وأصله : من معزومات الأمور ؛ أي : مقطوعاتها ومفروضاتها. (٢)
[١٨] (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (١٨))
(وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) ؛ أي : لا تذلّ للناس طمعا فيما عندهم. (٣)
(وَلا تُصَعِّرْ). أهل الكوفة غير عاصم وأبو عمرو ونافع : ولا تصاعر بالألف. (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) ؛ أي : لا تمل وجهك من الناس تكبّرا ولا تعرض عمّن يكلّمك استخفافا به. وهذا معنى [قول] ابن عبّاس وأبي عبد الله عليهالسلام. يقال : أصاب البعير صعر ؛ [أي] داء يلوي منه عنقه. فكأنّ المعنى : لا يلزم خدّك الصعر. لأنّه [لا] داء للإنسان أدوى من الكبر. وقيل : هو أن يسلّم عليك فتلوي عنقك تكبّرا. (مَرَحاً) ؛ أي : بطرا وخيلاء.
(مُخْتالٍ فَخُورٍ) ؛ أي : متكبّر فخور على الناس. (٤)
[١٩] (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩))
(وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) ؛ أي : لا ترفعه. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠.
(٢) الكشّاف ٣ / ٤٩٦ ـ ٤٩٧.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ١٦٥.
(٤) مجمع البيان ٨ / ٤٩٨ و ٥٠٠.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ١٦٥.