تعلّق بالعروة الوثيقة. (وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) ؛ أي : وعنده ثواب ما صنع. [والمعنى :] إنّ الأمور ترجع إليه لا يملك الأمر والنهي فيها إلّا هو. (١)
(بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى). عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : مودّتنا أهل البيت. (٢)
(يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ). فإن قلت : ما له عدّي بإلى وقد عدّي باللّام في قوله : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ)(٣)؟ قلت : معناه مع اللّام أنّه جعل وجهه ـ وهو ذاته ونفسه ـ سالما لله خالصا له. ومعناه مع إلى أنّه سلّم إليه نفسه كما يسلّم المتاع إلى الرجل إذا دفع إليه ، والمراد التوكّل عليه والتفويض إليه. (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى). من باب التمثيل. مثّلت حال المتوكّل بحال من أراد أن يتدلّى من شاهق فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه. (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) ؛ أي : هي صائرة إليه. (٤)
[٢٣] (وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٣))
(بِما عَمِلُوا) ؛ أي : نجازيهم بسوء أفعالهم. (بِذاتِ الصُّدُورِ) ؛ أي : بما تضمره الصدور. (٥)
[٢٤] (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (٢٤))
(نُمَتِّعُهُمْ) ؛ أي : نعطيهم من متاع الدنيا ونعيمها ما يتمتّعون به مدّة قليلة. (ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) يثقل عليهم ثقل الأجرام الغلاظ أو يضمّ إلى الإحراق الضغط. (٦)
[٢٥] (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٥))
(لَيَقُولُنَّ اللهُ) لوضوح الدليل المانع من إسناد الخلق إلى غيره بحيث اضطرّوا إلى إذعانه.
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٠٢.
(٢) تأويل الآيات ١ / ٤٣٩.
(٣) البقرة (٢) / ١١٢.
(٤) الكشّاف ٣ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٥٠٢.
(٦) مجمع البيان ٨ / ٥٠٢ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٢٣٠.