الواقعة : تسهّل الولادة تعليقا. (١)
[١] (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١))
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) ؛ أي : إذا حدثت القيامة. سمّاها واقعة لتحقّق وقوعها. وانتصاب إذا بمحذوف ، أي اذكر أو كان كيت وكيت. (٢)
[٢] (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢))
(لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) ؛ أي : لا تكون حين تقع نفس تكذب على الله وتكذب في نفيها كما تكذب الآن. واللّام مثلها في قوله : (قَدَّمْتُ لِحَياتِي). (٣) أو : ليس لأجل وقعتها كاذبة. فإنّ من أخبر عنها صدق. أو : ليس لها حينئذ نفس تحدّث صاحبها بإطاقة شدّتها واحتمالها وتغريه عليها. من قولهم : كذبت فلانا نفسه في الخطب العظيمة ، إذا شجّعته عليه وسوّلت له أنّه يطيقه. (٤)
[٣] (خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣))
(خافِضَةٌ رافِعَةٌ) : ترفع أقواما وتخفض آخرين. وهو تقرير لعظمتها ـ فإنّ الوقائع العظام كذلك ـ أو بيان لما يكون حينئذ من خفض أعداء الله ورفع أوليائه وإزالة الأجرام عن مقارّها بنثر الكواكب وتسيير الجبال في الجوّ. (٥)
[٤] (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤))
(إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ) ؛ أي : حرّكت تحريكا شديدا حتّى ينهدم كلّ شيء فوقها. ونصب (إِذا) إمّا لأنّه بدل من إذا وقعت ، أو بخافضة ، لأنّه عند ذلك ينخفض ما هو مرتفع ويرتفع ما
__________________
(١) المصباح / ٦١١.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥٨.
(٣) الفجر (٨٩) / ٢٤.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥٨.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥٨.