الحسن : تندمون على تعبكم فيه وإنفاقكم عليه ، أو على ما اقترفتم من المعاصي التي أصبتم بذلك من أجلها. (١)
(حُطاماً) ؛ أي : هشيما لا ينتفع به في مطعم ولا في غذاء. وقيل : تبنا لا قمح فيه. (٢)
[٦٦ ـ ٦٧] (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧))
(إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) : لملزمون غرامة ما أنفقنا. أو : مهلكون لهلاك رزقنا. من الغرام وهو الهلاك. (مَحْرُومُونَ) : لا حظّ [لنا] ولا بخت. (٣)
[٦٨ ـ ٦٩] (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩))
(مِنَ الْمُزْنِ) ؛ أي : السحاب ، أو الأبيض منه خاصّة. (٤)
[٧٠] (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (٧٠))
(أُجاجاً) : ملحا زعاقا لا يقدر على شربه. فإن قلت : لم أدخلت اللّام على جواب لو في قوله : (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) ونزعت منه ها هنا؟ قلت : إنّ لو لمّا كانت داخلة على جملتين معلّقة ثانيتهما بالأولى ، تعلّق الجزاء بالشرط ولم تكن مخلصة للشرط كإن ولا عاملة مثلها. وإنّما سرى فيها معنى الشرط اتّفاقا من حيث إفادتها في مضموني جملتيها أنّ الثاني امتنع لامتناع الأوّل ، افتقرت في جوابها إلى ما ينصب علما على هذا التعلّق ، فزيدت هذه اللّام لتكون علما على ذلك. فإذا حذفت بعد ما صارت علما مشهورا مكانه ، فإنّ الشيء إذا علم وشهر موقعه وصار مألوفا ومأنوسا ، لم يبال بإسقاطه من اللّفظ استغناء بمعرفة السامع. فإذن حذفها اختصار لفظيّ وهي ثابتة في المعنى. فاستوى الموضوعان. على أنّ تقدّم ذكرها
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٤٦٦.
(٢) مجمع البيان ٩ / ٣٣٧.
(٣) الكشّاف ٤ / ٤٦٦ ..
(٤) الكشّاف ٤ / ٤٦٦.