[١٦] (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (١٦))
(أَلَمْ يَأْنِ). من أنى الأمر يأني ، إذا جاء أناه ؛ أي : وقته. عن ابن عبّاس : انّ الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة من نزول القرآن. (١)
(أَلَمْ يَأْنِ). نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة. وذلك أنّهم سألوا سلمان الفارسيّ ذات يوم فقالوا : حدّثنا عمّا في التوراة. فنزلت : (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) إلى قوله : (لَمِنَ الْغافِلِينَ). (٢) فخبّرهم أنّ هذا القرآن أحسن القصص وأنفع لهم من غيره. فكفّوا عن سؤال سلمان ما شاء الله. ثمّ عادوا فسألوا سلمان عن ذلك. فنزلت : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) ـ الآية. (٣) فكفّوا عن سؤال سلمان ما شاء الله. ثمّ عادوا ، فنزلت هذه الآية. أي : أماحان للمؤمنين (أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) ؛ أي : ترقّ وتلين. (لِذِكْرِ اللهِ) ؛ أي : لما ذكّرهم به من المواعظ. (وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ). يعني القرآن. (أُوتُوا الْكِتابَ) من اليهود والنصارى. (عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ) للجزاء. أي لم يعاجلوا بالجزاء فاغترّوا بذلك (فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ). وقيل : طالت أعمارهم وساءت أعمالهم فقست قلوبهم. (٤)
(نَزَلَ). نافع وحفص بالتخفيف. والباقون بالتشديد. (٥)
(وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : نزلت في أهل زمان الغيبة. و (الْأَمَدُ) أمد الغيبة. (٦)
عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لم يزل بنو إسماعيل ولاة البيت ويقيمون للناس حجّهم وأمر دينهم يتوارثونه كابر عن كابر حتّى كان زمن عدنان فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و
__________________
(١) الكشّاف ٤ / ٤٧٧.
(٢) يوسف (١٢) / ١ ـ ٣.
(٣) الزمر (٣٩) / ٢٣.
(٤) مجمع البيان ٩ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٦٩.
(٦) تأويل الآيات ٢ / ٦٦٢ ، ح ١٤.