أدما وزيتا وأشياء وغير ذلك بسعر رخيص فربحوا على ذلك. ومعنى (لم يمسسهم سوء) لم تصبهم جراحة ولا قتل ، (وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللهِ) ؛ في الخروج إلى المشركين ؛ (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (١٧٤)) ؛ بدفع المشركين عن المؤمنين.
قوله تعالى : (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) ؛ أراد بالشيطان نعيم بن مسعود ؛ وكلّ عات متمرّد فهو شيطان. وقيل : معناه : ذلك التخويف من عمل الشّيطان ووسوسته ، وقوله (يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) يعني المنافقين ومن لا حقيقة في إيمانه. (فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٥)) ؛ أي خافوني في ترك أمري.
وذهب بعض المفسّرين إلى أنّ قوله تعالى : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا) أنزلت في حرب أحد ، وذلك : أنه لمّا رجع المسلمون إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد الهزيمة ؛ قال لهم : [رحم الله قوما انتدبوا لهؤلاء المشركين ليعلموا أنّا لم نستأصل] فانتدب قوم ممّن أصابهم الجراح في ذلك اليوم فشدّوا على المشركين حتّى كشفوهم عن القتلى بعد أن مثّلوا بحمزة ، وقد كان همّوا بالمثلة بقتلى المسلمين ، فقذف الله في قلوبهم الرّعب ؛ فانهزموا.
وصلّى رسول الله صلىاللهعليهوسلم على القتلى ودفنهم ، فجاء أناس من العرب وقد مرّوا بأبي سفيان وأصحابه بموضع يسمّى حمراء الأسد ، فقالوا للمسلمين : تركناهم متأهّبين للرّجوع إلى المدينة لقتل بقيّتكم ، فعند ذلك قال المسلمون : حسبنا الله ونعم الوكيل ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أصحابه بالمسير إليهم ، فلمّا ساروا إلى حمراء الأسد وهي على رأس ثمانية أميال من المدينة لم يروا المشركين هناك ؛ فانصرف المسلمون إلى المدينة بنعمة من الله وفضل ؛ وهي كفايته لهم شرّ قريش حتّى لم ينلهم منهم سوء. وفي قوله (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) بيان أنه تعالى تفضّل عليهم من بعد بنعيم الدنيا والآخرة.
قوله تعالى : (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً) ؛ قرأ نافع (يحزنك) بضمّ الياء وكسر الزّاي في جميع ما كان في هذا الفعل في