سورة يوسف
سورة يوسف عليهالسلام مائة وإحدى عشرة آية ، وألف وتسعمائة وستّة وستّون كلمة ، وتسعة آلاف وسبعمائة وستّ وسبعون حرفا ، وعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنّه قال : [علّموا أرقّاءكم سورة يوسف ، فأيّها مسلم قرأها وعلّمها أهله أو ما ملكت يمينه ، هوّن الله عليه سكرات الموت ، وأعطاه من القوّة أن لا يحسد مسلما](١) وبالله التّوفيق.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الر ؛) قد تقدّم تفسيره ، قوله : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) (١) ؛ قيل : معناه : هذه الآيات الكتاب المبين ، وقيل : معناه : سورة يوسف آيات الكتاب على القول الذي يقول : إن (الر) اسم السورة. وقوله تعالى : (الْمُبِينِ ؛) لأنه يبيّن الهدى والرّشد ، وقيل : البيّن حلاله وحرامه وحدوده وأحكامه.
قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا ؛) أي أنزلنا القرآن على مجاري كلام العرب في مخاطباتهم ، (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٢) ؛ أي لكي يدركوا معناه ويفهموا ما فيه ، ولو نزل بغير لغة العرب لم يعلموه.
قوله تعالى : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ ؛) أي نحن نبيّن لك أحسن البينات ، والقاصّ هو الذي يأتي بالقصة على حقيقتها.
__________________
(١) في تفسير القرآن العظيم : ج ٢ ص ٤٤٨ ؛ قال ابن كثير : ((رواه الثعلبي وغيره)) ، وذكر مسنده وقال : ((وهذا من هذا الوجه لا يصح لضعف إسناده بالكلية. وقد ساق له الحافظ ابن عساكر متابعا ...)) وقال : ((فذكر نحوه وهو منكر سائر طرقه)).