ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (١٣٧)) [النساء : ١٣٧] نقل عنه أنّها نزلت «في الذين آمنوا وجه النّهار وكفروا آخره» (١).
قتادة بن دعامة السدوسي (ت ١١٧ ه):
ونقل عنه كثيرا من الروايات في التفسير والحديث والفقه ، منها ما ذكره عند حديثه عن قوله تعالى : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢)) [البقرة : ٤٢] إذ نقل أقوال المفسرين في المراد بقوله : (وأنتم تعلمون) ، ومنها : «قال قتادة : تعلمون أنّ الإسلام دين الله» (٢).
وحين تحدّث عن سبب نزول قوله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) [البقرة : ٩٧] نقل عنه «أنّ السبب في ذلك أنّ عمر رضي الله عنه قال لليهود ذات يوم : بالرّحمن الذي أنزل التوراة على موسى أتحدون محمّدا في كتابكم؟ فتمسّكوا ثمّ قالوا : نعم ، ولكنّ صاحبه جبريل عدوّنا ، وهو صاحب كلّ عذاب ، ولو كان مكانه ميكائيل لآمنّا به فإنّه صاحب كلّ رحمة ، فقال عمر : وأين مكانهما ، أي : مكانتهما ، من الله عزوجل؟ قالوا : أحدهما ، أي : كأنّ أحدهما ، عن يمينه ، والآخر عن يساره ، قال عمر : أشهد أنّ من كان عدوّا لهما كان عدوّا لله تعالى ، وانصرف إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليخبره الخبر فإذا جبريل عليهالسلام قد سبقه بالوحي ، وقرأ النبيّ صلىاللهعليهوسلم القرآن ، فقال : والذي بعثك بالحقّ ما جئت إلا لأخبرك ، قال صلىاللهعليهوسلم : لقد وافقك ربّك يا عمر ، قال عمر : لقد رأيتني بعد ذلك في دين الله أصلب من الحجر» (٣).
ولمّا تكلّم على عود الهاء في (يعرفونه) في قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) [البقرة : ١٤٦] نقل عنه «أنّ الهاء راجعة إلى البيت أو المسجد» (٤).
وفي كلامه على المراد بالنّاس والفضل في قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء : ٥٤] قال : «وقال قتادة : الناس : العرب ، والفضل : النّبوّة» (٥).
وعند حديثه عن المراد بالصّعق في قوله تعالى : (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً) [الأعراف : ١٤٣] قال : «والمراد بالصّعق الموت عند قتادة ، والغشي عند غيره» (٦).
__________________
(١) درج الدرر ٤٥٤.
(٢) درج الدرر ٤٩.
(٣) درج الدرر ١١٠ ـ ١١١.
(٤) درج الدرر ١٧٠.
(٥) درج الدرر ٤١٦.
(٦) درج الدرر ٦٢١.