في حياة والده السيِّد جعفر بحسب ما ذكره المرحوم الخليلي ؛ إذ قال ـ بعد ما أفرد لها عنواناً خاصاً باسم مكتبة السيِّد هاشم بحر العلوم ـ ما نصّه : (تأسَّست مكتبة السيِّد هاشم بحر العلوم في حياة أبيه السيِّد جعفر ، وبدأت هواية جمع الكتب تظهر فيه قبل منتصف القرن الرابع عشر ، وقد أضاف إلى كتب أبيه طائفة من المخطوطات النادرة ، وقد عرف في الأوساط بهذه النزعة فراح يعرض عليه الوارثون ما يرثونه من المخطوطات ، وقد صار حضور السيِّد هاشم (المزاد العلني) من كل أسبوع من قبيل الفروض الواجبة ، والذي مكّنه من الحصول على نفائس هو ما كان يسخو به من المال ، فقد كان في يسر وسعة أكثر من غيره من الهواة ...) (١).
وقال السيِّد مُحَمَّد صادق آل بحر العلوم رحمهالله (ت١٣٩٩ هـ) ، عند ترجمة السيِّد هاشم ، ما نصّه : (وانشغل عن مواصلة تحصيله لعدّة اُمور ، لعلَّ أهمها : أنه صار ذا هواية وولع في جمع الكتب وانتقاء المخطوطات ، حتى كانت مكتبته في الأواخر ـ من أهم المكتبات في النجف الأشرف من حيث احتواؤها على مختلف الكتب المطبوعة ونفائس المخطوطات ؛ لأنه ورث مكتبة أبيه الحجّة السيِّد جعفر ـ وهي من عيون مكتبات النجف يومئذ ـ وأخذ يضيف عليها من حيث العدد والكيف ، حتى أصبحت تقصد من عامة أنحاء العراق وكتب عنها في مختلف الصحف والمجلّات العراقية) (٢).
وقال الأُستاذ الشهيد عبد الرحيم مُحَمَّد علي ، ما نصّه : (مكتبة قيِّمة جداً فهي قد احتوت بالإضافة إلى مكتبة السيِّد جعفر على الكثير ممّا أضافه عليها السيِّد هاشم ، وكان ذوّاقاً خبيراً بالمخطوطات ، وكان لا يترك الحضور بالمزاد العلني لشراء أنفس
__________________
(١) موسوعة العتبات المقدَّسة ٧ : ٢٩٨.
(٢) مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٩٢.