تصديقٌ لقوله تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا) (١) ، (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الألْبَابِ) (٢). فالتدبّر هو استخدام المنقول والمعقول في فهم مراد المولى عزّ وجلّ.
وقد تمّ الكتاب بعشرة أبواب في : التوحيد ، والعدل ، والنبوّة ، والإمامة ، والمفردات ، وأصول الفقه ، وفيما يحكم عليه الفقهاء ، والناسخ والمنسوخ ، وما جاء عن طريق النحو ، والنوادر.
ومنهج المصنّف هو تفسير القرآن بالقرآن وذلك بحمل المتشابه على المحكم ، وتفسير القرآن بالسنّة النبوية كمؤيّد وشاهد ، والاعتماد على الإجماع في بعض الموارد لأنّ الإجماع يكشف عن دخول قول المعصوم عليهالسلام فيه.
وبناءً على قاعدة (أنّ القرآن يفسّر بعضه بعضاً) نستخلص جملة من الآيات التي تناولها المصنّف في كتابه ، ومن ذلك في قوله تعالى : (مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم) (٣) ، قال : «لا يجوز أن يكون على عمومه ، لأنّا قد علمنا أنّه تعالى لا يشاء أن يضلّ الأنبياء والمؤمنين ولا يهدي الكافرين ، كما قال تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (٤) ، وقال : (يَهْدِي بِهِ الله مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ) (٥) ، وقال : (وَيُضِلُّ الله الظَّالِمِينَ) (٦) ، وقال : (وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ
__________________
(١) سورة محمّد ٤٧ : ٢٤.
(٢) سورة ص ٣٨ : ٢٩.
(٣) سورة الأنعام ٦ : ٣٩.
(٤) سورة محمّد ٤٧ : ١٧.
(٥) سورة المائدة ٥ : ١٦.
(٦) سورة إبراهيم ١٤ : ٢٧.