ابن حمزة بن جيا الحلّي. ذكره ياقوت في معجم الأدباء(١) قائلاً :
«محمّـد بن أحمد بن حمزة بن جيا أبو الفرج من أهل الحلّة المزيدية يُلقّب شرف الكتّاب ، كان نحويّاً لغويّاً فطناً شاعراً مُترسّلاً ، شعره ورسائله مُدوَّنة ، قدم بغداد فقرأ على النقيب أبي السعادات هبة الله ابن الشجري النحوي وأخذ عنه ، ثمّ أخذ بعده عن أبي محمّـد ابن الخشّاب ، وسمع الحديث على القاضي أبي جعفر عبدالواحد ابن الثقفي ، وأصله ومولده من مطير آباد ، وصحب ابن هبيرة الوزير ، وله رسائل مدوَّنة عملها أجوبة لرسائل أبي محمّـد القاسم ابن الحريري. حَدّثني أبو علي القيلوي قال : أنا رأيته ، ومات في سنة تسع وسبعين وخمسمائة وقد نيَّف على الثمانين. أنشدني ابن الدبيثي قال : أنشدني أبو الثناء محمود بن عبدالله بن المُفرَّج الحلّي قال : أنشدني شرف الكتّاب أبو الفرج محمّـد بن أحمد بن جيا لنفسه :
حَتّام أجري في ميادين الهوى |
|
لا سابقٌ أبداً ولا مسبوقُ |
ما هزَّني طربٌ إلى أرض الحمى |
|
إلاّ تعرَّض أجرع وعقيقُ |
شوق بأطراف البلادِ مُفرّق نحوي |
|
شتيت الشمل منه فريقُ |
ومدامع كفلت بعارض مُزنة |
|
لمعت لها بين الضلوع بروقُ |
فكأنّ جفني بالدموع موكّلٌ |
|
وكأنّ قلبي للجوى مخلوقُ |
وله أيضاً :
قل لحادي عشر البروج أبا العا |
|
شر منها رب القرون الثاني |
__________________
(١) معجم الأُدباء ١٧ / ٢٧٠.