وحكى الخاقاني في شعراء الحلّة(١) قول السيوطي في بغية الوعاة قائلاً : «محمّـد بن علي بن علي بن المفضّل بن القامغاز الحلّي مهذّب الدين ابن الخيمي ... إلى قوله : وقال ابن النجّار : كان نحويّاً فاضلاً كامل المعرفة بالأدب حسن الطريقة متديّناً متواضعاً ، وله مصنّفات كثيرة ، ذكر لي أنّه قرأ الأدب على فرسان الحلّي وابن الخشّاب وابن القصّار وابن الأنباري وابن الدبّاغ وابن عبيد والبنديجي وابن أيّوب وابن حميدة وأبي الحسن ابن الزاهد ببغداد وعلى الكندي بدمشق ، وله كتب ...».
وقال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(٢) :
«كان مهذّب الدين الخيمي شاعراً فحلاً فيّاض الوجدان دقيق الملاحظة سامي الخيال ، ولشعره وقع شديد في النفوس يثير كوامنها ، وكان جامعاً بين الصناعة والطبع ، له نفثات شعرية تكاد تكون آيات بيّنات في الشعر العربي ، وكان في شعره أحياناً ينزع نزعة انتقادية لاذعة ، فكان لذلك يسير شعره سير الأمثال صدىً في البلاد العربية. وبهذه المناسبة أورد قصّته مع بني سناء الملك المصريّين ، خلاصتها أنّه كان له ولد موظّف في إحدى الدواوين المصرية ، فاتُّهم بالخيانة وعوقب من أجل ذلك ، فكتب إليه والده مهذّب الدين بهذه الأبيات :
عصروك أمثال اللصوص |
|
ولم تفد تلك الأمانة |
||
فإذا سلمت فخنهم |
|
إنّ السلامة في الخيانة |
||
وافعل كفعل بني سناء الملك |
|
في مال الخزانة» |
||
__________________
(١) شعراء الحلّة ٢ / ٦٩.
(٢) تاريخ الحلّة ٢ / ٧٠.