عليها غيره ، ونظيره البحث عن العوالم الطبيعيّة ، والفلكيّة ، وما يمتّ إليها بصلة مباحث علميّة لا كلاميّة(١).
ويطلق على هذا العلم : علم أُصول الدّين ، كما يسمّى أيضاً بـ : علم التوحيد ، أو : علم التوحيد والصفات ، أو : الفقه الأكبر ، أو : علم النظر والاستدلال(٢). ومنذ أقدم العصور والأزمنة وإلى اليوم يسأل الإنسان نفسه ، بين الحين والآخر ، من أين أتى؟! ولماذا أتى؟! وإلى أين يذهب؟! وهذه الأسئلة وغيرها يتكفّل علم الكلام ، بالجواب عنها ، أو علم أُصول الدين ، ولذا تميّز هذا العلم بوجوبه العيني ، على كلّ مسلم ومسلمة ، بل على كلّ عاقل يتمتّع بنعمة العقل ، وسلامة القلب ، بأن يستدلّ بصحّة عقيدته ، ومنهاجه في الحياة ، وقد قال الله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (٣).
ل ـ أسلوبه ومنهجه :
يتناول الكتاب أدلّة عقليّة ومنطقيّة وفلسفيّة ، خصوصاً في بحث التوحيد الإلهي ، وصفاته الكماليّة والجلاليّة ، بأدلّة نقليّة وعقليّة لبحث الإمامة والمعاد ، وتناول أبحاث أُخرى في ضمن الكتاب ، فهو مرتّب على مقدّمة ، وخمسة أُصول ، وهداية في ختم الكلام.
م ـ أهمّيّته ومكانته العلميّة :
للكتاب مادّة علميّة رصينة لا تخرج عن المتعارف ، وأدلّته الاستدلاليّة تفي بالغرض ، فهو يُعدّ من التراث الكلامي الإمامي ، وفيه شيء من
__________________
(١) اُنظر : مقدّمة الشيخ السبحاني ، في معجم التراث الكلامي ١ / ٥.
(٢) كشاف اصطلاحات العلوم ١ / ٣٠ ، شرح المصطلحات الكلاميّة : المقدّمة.
(٣) سورة فصلت ٤١ / ٥٣.