مجتمعاتهم وخاصّة عهد الإمام عليّ عليهالسلام ، ومن هنا فإنّه لم يشر في الفصل المخصّص بالإمام عليّ عليهالسلام إلى نشاطاته أو دوره السياسي أو ارتباطه مع سائر الخلفاء.
أمّا في ما يتعلّق بحرب صفين فإنّه قد تناول ذلك بشكل مختصر خلافاً لبعض المؤرّخين ومختلفاً حتّى مع طريقته التي تعرّض فيها إلى حرب الجمل ـ فقد ألّف كتاباً على حِدة تطرّق فيه بدقة متناهية إلى تحليل هذه الواقعة وأسبابها وعواملها وقد اهتمّ في هذا المجال اهتماماً بالغاً حيث كان كتابه لا مثيل له من بين مؤلّفات الشيعة ـ علماً بأنّ كتاب الإرشاد كان قد احتوى على مواضيع عديدة تناولت حرب الجمل أكثر بكثير من المواضيع التي تناولت حرب صفّين وكذلك خلافاً للآخرين الذين تطرّقوا إلى حرب النهروان فإنّه أشار إلى كلام مختصر دار بين الإمام عليّ عليهالسلام وبعض الخوارج(١) ولم يذكر موضوعاً آخر سواه ، وكذلك أيضاً وبالرغم من أنّ الإمام عليهالسلام ابتلي في عهد خلافته بما اقترفه معاوية وأتباعه من أعمال مشينة وغارات ولكنّ الشيخ المفيد لم يشر إلى هذه الأحداث إلاّ ما قلّ وندر وذلك في إطار كلام الإمام عليّ عليهالسلام ولم يأت بها منفصلة ، كما أنّ في كلام الإمام عليهالسلام أيضاً لم نرَ ذكراً لتلك الأعمال بالتفصيل إلاّ في موضع واحد ذكر فيه الإمام غارة لقائد من قوّاد جيش معاوية ـ هو سفيان بن عوف بن مغفل الغامدي ـ عبّر عنه الإمام بـ (أخا غامد) حيث صوّر لنا الإمام عليهالسلام هجومه بشكل مؤلم(٢).
__________________
(١) الإرشاد ١ / ٢٧١.
(٢) الإرشاد ١ / ٢٨٢.