بيوتهم وأوتوا من العلم ما لم يؤته غيرهم ، بل كان يجب التوقّف حتّى يأتي تأويله عنهم ، لأنّ علم التنزيل والتأويل في أيديهم بما جاء عنهم عليهمالسلام ، فهو النور والهدى وما جاء عن غيرهم فهو الظلمة والعمى ... وقد كنتُ أوّلاً قد جمعتُ في كتاب الهادي كثيراً من تفسير أهل البيت عليهمالسلام قبل عثوري على تفسير الشيخ الثقة محمّد بن مسعود العيّاشي وتفسير الشيخ الثقة محمّد بن العبّاس بن ماهيار المعروف بابن الحجّام ... وغيرهما من الكتب الآتي ذكرها ...
وكتابي هذا يطلعك على كثير من أسرار علم القرآن ويرشدك إلى ما جهله متعاطي التفسير من أهل الزمان ، ويوضّح لك عن ما ذكره من العلوم الشرعية والقصص والأخبار النورانية وفضائل أهل البيت الإمامية»(١).
وقد تعرّض هذا التفسير للنقد من قبل علمائنا الأعلام بسبب احتوائه على طائفة من الروايات الضعيفة والموضوعة ، خصوصاً وقد اعتمد في تفسيره على مصادر متهمة بالوضع ، مثل التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام ، وكتاب الشيخ رجب البرسي المتّهم بالغلوّ عند علمائنا ، وكتاب جامع الأخبار الذي لم يعرف مؤلّفه ولا صحّة أسانيد رواياته.
الشيخ العروسي وتفسير نور الثقلين :
نور الثقلين ، للشيخ عبد عليّ بن جمعة العروسي الحويزي (ت ١١١٢ هـ) ، في خمسة مجلّدات. والشيخ الحويزي عاصر جملة من علماء الشيعة على المبنى الأخباري ، كالحرّ العاملي (ت ١١٠٤ هـ) صاحب وسائل
__________________
(١) البرهان في تفسير القرآن ١ / ٤.