كأنّما فصّلت بالتبر في حلل |
|
خضر تميس بها قامات أبكار |
فاستدناني وقبّل ما بين عيني ، وأمر لي بفرس وثياب نفيسة ودراهم ـ أمر بإحضارها في الحال ـ ووهب لي ضيعة من خاصّة ضياعه وقال : يا بني استكثر من هذا فإنّا نقصد دار الخلافة ومعنا من الخيل وغيرها وأنواع التكلّفات وممّا لا يتمكّن منه ويجيء ابن عامر بدواته وقلمه فتقضى حوائجه قبلنا ويرجع إلى الكوفة ونحن مقيمون بدار الخلافة لم يقض لنا بعد حاجة.
وكان للنقيب تاج الدين جعفر وظائف على ديوان بغداد تحمل إليه في كلّ سنة ، وكان قد اضرّ وبنى موضعاً سمّاه الزوية واعتكف فيه دائماً ، فأرسلوا إليه بعض السنين ـ وحاكم بغداد يومئذ الصاحب علاء الدين عطاء الملك الجويني ـ بفرس كبير السنّ أعور ، فكتب إلى صاحب الديوان بهذين البيتين :
أهديتم الجنس إلى جنسه |
|
بزرك كور لبزرك وكور |
وما لكم في ذاك من حيلة |
|
سبحان من قدّر هذي الأمور |
فركب صاحب الديوان إليه وقاد إليه فرساً آخر واعتذر منه ...».
وجاء في غاية الاختصار(١) عند ذكر بني مُعَيَّة :
«منهم نقيب الحلّة السيّد تاج الدين ، كان أديباً شاعراً ، أمّه علوية زيدية من بني كتيلة ، كان يسكن الحلّة المزيدية ، وله وجاهة وتقديم
__________________
(١) غاية الاختصار : ٥٠.