وغذ خلقه منه |
|
تكن روحا وريحانا |
فأعطاه ما يبدو |
|
به فينا وأعطانا |
فصار الأمر مقسوما |
|
بإياه وإيانا |
١١ ، ١٢ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٢))
[الحج : ١١ ، ١٢]
لا يرتبط الإيمان بالله بما يقع في العالم من أحداث ، صحيح أن الله هو الدهر كما ورد في الحديث ولكنه سبحانه هو كل يوم في شأن ، فلا سبيل إلى حصره سبحانه ضمن مطلب مادي أو معنوي ، فهو مقلب الأمور والقلوب ، حر يفعل ما يشاء ، ومشيئته حرة تتأبى على التقيد بمطلب إنسان ، فالإيمان بالله إيمان في الوقت ذاته بحرية الله وبأنه مقلب القلوب والأمور خيرا وشرا منه ، والمؤمن الحق هو الذي يتقبل الأمور كيفما كانت باعتبار الله صاحبها ، ولكونه سبحانه عليما حكيما خبيرا أدرى بالإنسان أولا وبخيره ثانيا ، وله سبحانه في العالم قضاء محكم وقضاء مبرم ، فالإيمان لا يرتبط بنتيجة مثل تلك التي تقول أن مجموع واحد وواحد اثنان ، صحيح أن المعادلة رياضية ومنطقية ولكن الله هو قبل المعادلات ، وهو رب الواحد أهل الأعداد ، من دونه ما كان علم ولا معادلات.
١٣ ـ (يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣))
[الحج : ١٣]
تحذر الآية من جديد من عالم الصور ، لأن هذا العالم هو مجموعة الحجب الحاجبة عن الله ، فمن تبع صورة وقع في أسرها وهواها فكان لها ضحية ... أما من يعبد الله فهو حر نجا من شباك الصور وفخ الصور.
١٤ ـ (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (١٤))
[الحج : ١٤]
ثمة ترادف بين الفعل والإرادة في الآية ، فالإرادة هي المشيئة في حكم التنفيذ ، وإرادته إخراج للمشيئة التي هي قانون الوجود الرياضي الفلكي الإنساني الحيواني النباتي ، فما خرج عن الله هو الظهور الإلهي.
١٥ ، ١٦ ـ (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (١٥) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (١٦))
[الحج : ١٥ ، ١٦]