وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (١٥٢) وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
____________________________________
الإسلام ، والعموم إنما هو في مقابل التكاليف في سائر الشرائع ـ المنحرفة ـ والقوانين المرهقة ، فإنه يريد بيان سهولة أحكام الإسلام وسماحتها.
(وَإِذا قُلْتُمْ) شيئا (فَاعْدِلُوا) في القول ، والعدل فيه أن لا يميل القائل نحو الباطل. فالغيبة ، والسبّ ، والقضاء بغير الحق ، وما أشبهها ، ظلم ، ليس بعدل (وَلَوْ كانَ) المقول فيه (ذا قُرْبى) فإن الناس غالبا يقولون الباطل لصالح ذوي قرباهم ، ولذا يأمرهم سبحانه بالعدل بالنسبة إليهم (وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا) والمراد جميع معاهداته ، كما قال : (أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) (١) ، فالمراد الإتيان بالواجبات وترك المحرمات (ذلِكُمْ) الذي تقدم ذكره من الأحكام (وَصَّاكُمْ بِهِ) على طريق اللزوم والحتم (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) أي لكي تتذكروا وتأخذوا به ، والتذكّر باعتبار ما هو كامن في الفطرة من حسن هذه الأشياء ، كما سبق.
[١٥٤] (وَ) وصّاكم سبحانه (أَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً) أي أن الأحكام التي أنزلتها توصل إلى السعادة ، فهي طريق إليها بالاستقامة ، لا كسائر الطرق الملتوية ، التي قد لا توصل ، وقد توصل بالتواء وعناء (فَاتَّبِعُوهُ) أي سيروا عليه وانتهجوه (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) الأخرى من سبل الكفر والبدع
__________________
(١) البقرة : ٤١.