قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣٢)
____________________________________
[٣٣] (قُلْ) يا رسول الله : (مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ) جميع أنواع الزينة من المساكن والمتنزهات والحليّ والملابس والمراكب وغيرها (وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) المأكل الحلال ، أو المراد : كل رزق ، والاستفهام على سبيل الإنكار ، أي أنها ليست بمحرمة ولا حق لأحد في تحريمها ، فما يفعله الرهبان ليس صحيحا.
(قُلْ) يا رسول الله (هِيَ) أي الزينة والطيبات ـ باعتبار كل واحد منهما ـ (لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) فما يتناوله الكفار منها حرام لا يجوز ، في حال كونها (خالِصَةً) للمؤمنين بلا مشاركة الكافرين لهم إطلاقا ـ حتى على وجه الحرام ـ (يَوْمَ الْقِيامَةِ) فإن الطيبات للمؤمنين في الدنيا وفي الآخرة ، لكن الكفار يشاركون المؤمنين زورا في الدنيا ، ولا يقدرون على ذلك في الآخرة ، وهناك احتمال آخر : أي أن الطيبات خالصة في الآخرة لمن آمن في الدنيا ، فتكون جملة واحدة ، لا جملتان ، ثم لا يخفى أن كون الطيبات للمؤمن في الدنيا ـ على المعنى الأول ـ لا يقتضي جواز تناولها من يد الكافر غير الحربي ، بحجة أنها ليست له ، فإن الله سبحانه جعل في الدنيا لغير الحربي حرمة ، لأجل استقامة أمور العالم.
(كَذلِكَ) أي كما فصلنا الأمور السابقة ، واضحة لا لبس فيها (نُفَصِّلُ الْآياتِ) الدالة على الأصول والفروع (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) فإن العلماء هم الذين يستفيدون من هذه الآيات.